الجمعة، 24 ديسمبر 2010

المفتاح (قصة قصيرة )



قصة قصيرة اعجبتنى
قرأتها فى سلسة كوكتيل 2000
(روايات مصرية للجيب)
ل د/نبيل فاروق.

***********************************
حبيبتى الغالية ..

منذ دقائق ,سلمنى حارس العقار ذلك المظروف ,الذى تركته لى هذا الصباح ,بعد انصرافى الى عملى مباشرة ..

المظروف ,الذى يحوى المفتاح..

مفتاح شقتى ..

وبالنسبة لنا,انت وانا ,كان لهذا معنى خاص..

خاص جدا..

فمنذ التقينا , وتعارفنا , وربط الحب قلبك بقلبى , منحتك مفتاح شقتى

فى سلسلة من الفضة , التى يذكرنى نقاؤها دوما بنقاء قلبك الطاهر الدافىء الجميل ..

ومازلت اذكر , حتى لحظتنا هذه , ذلك الذعر المستنكر , المطل من عينيك , وانت تحدقين فى المفتاح ,

قبل ان يشتعل غضبك , وتثورين فى وجهى , لاننى جرؤت ع فعل هذا ..

كنت لحظتنا جريحة , غاضبة , مقهورة , تتصورين ان المفتاح ,

الذى عطيك اياه , يعنى أننى اتصورك مجرد انثى عابثة ..

مستهترة ..
متساهلة ..

ولقد ادهشنى هذا , واصابنى بذعر شديد فى الواقع ..
فما جال ببالى ايامها , وما دفعنى الى منحك ذلك المفتاح , كان بعيدا كل البعد عما تصورته انت تماما...

وهذا لأنك نسيت امرا واحدا يا حبيبتى ..

أننى لم اولد هنا ..

ولم انشأ فى مناخ شرقى ايضا..

وبحكم مولدى ونشأتى , ووفقا لعادات المجتمع الذى ترعرت فيه, يعتبر منح مفتاح شقتك لمن تحب ,دليل الثقة ,

والحب , والتفاهم ,والاستقرار العاطفى التام , الذى يلغى الحواجز بين الجانبين ..

ويفتح باب كل منهما امام الاخر ..

وهذا ما قصدت ان اخبرك اياه لحظتها ..

وما جاهدت لأشرحه لك فيما بعد..

لم يكن الأمر يسيرا ..

او الأختلاف التربوى بيننا بسيطا..

ولكنك كنت تحبين ..

لذا فقد استمعت ..

وفهمت..

وتقبلت ..

وسامحت ..

وكحل وسط , وافقت ع ان تأخذى مفتاح شقتى , ع ألا نلتقى فيها وحدنا أبدا ..

وقبلت أنا شرطك ع الفور ..

لأننى أحببتك من كل قلبى ..

ولقد حفظنا معا ع القاعدة , وع طهارة ونظافة حبنا ,

الذى راح ينمو , ويترعرع , ويكبر فى كل يوم ..

ثم كنت أنت من خائف الشرط..

حدث هذا أثناء واحدة من وحلات عملى العديدة , التى اسافر

فيها خارج الحدود , ولم أعلم به ألا عندما عدت , لأجد منزلى نظيفا مرتبا

وفوق المائدة هدية رقيقة مثلك , محاطة بورق ملون جميل ,تعلن حبك لى ,

اشتياقك لعودتى..

ولا يمكنك أن تتصورى كم اسعدنى هذا ..

كم اعجبنى , وافرحنى , ومس شغاغ قلبى ..

وفى لقائنا التالى , اخبرتك بمشاعرى , تجاه قدومك الى شقتى ,

حتى ولو لم اكن فيها , واعترفت انت لى بانك كنت شديدة الفضول لرؤيتها ,

ومعرفة تفاصيل المكان , الذى احيا فيه ..

وظل الموقف كما هو ..

لا نلتقى ابدا فى شقتى ,ع الرغم من أنك تحملين مفتاحها ..

واضيفت قاعدة رائعة جديدة ..

ففى كل مرة أعود من رحلة سفر , كنت اجد هدية منك فى انتظارى ..

هدية بسيطة ..
رقيقة ..

جميلة ..

تماما مثلما أنت ..

وكم اختلج قلبى بنظرة السعادة , التى عبر عنها كيانك كله ,

عندما كشفت ذات يوم ,أننى قد صنعت قطعة اثاث ذهبية ركنية خاصة.

لأحفظ فيه كل هداياك الى ..

كان هذا بالنسبة لك, دليلا جديدا ع الحب ..

حبى لك..

وبعدها ,اصبح تخيلك ,وانت تجولين فى شقتى ,هو الوسيلة الوحيدة لهزيمة شوقى اليك
فى رحلات عملى الطويلة .

حتى بدأت تتغيرين ..

واعترف هنا أننى لم اشعر بذلك التغيير فى البداية ,فقد كنت ككل محب ,أنانيا ,مستمتعا

مبهورا بعلاقتى بمن أحب ,حتى أإشى الحب بصرى عما يصيبه ..

كنت أٌقل كلاما, وكثر عصبية ,واندر ابتساما ..
ثم بدأت مرحلة العصبية ..

المرحلة التى بدأت أنتبه خلالها الى ما يحدث ..

انتبهت ..ولكننى لم أفهم ..

ربما أيضا بسبب نشأتى الأجنبية ..

فقد طالت قصة حبنا أكثر مما ينبغى

وكان من الضرورى أن تنتقل الى مرحلة جديدة ..

مرحلة الارتباط ..

الرسمى ..

وأنت لم تحاولى الأفصاح عن سر توترك وعصبيتك ..

كنت تتمنين أن أشعر بالأمر وحدى ..

أن يقرأه قلبى ..

وتدركه مشاعرى ...

وتتفق معه عواطفى ..
ولكننى لم أفعل ..

لم أفهم..

أو أحاول أن أفهم..

لقد تصورت أن حبنا خالدا ..

أبديا..

دائما..

وهكذا خسرت ..

استيقظت فجأة , لأجد أن حبك لى قدا انهزم , امام ضغوط توترك وغضبك..
ويأسك أيضا..

لحظتها فقط عرفت ..
وفهمت ..

ومع معرفتى وفهمى , حاولت أن أستردك ..
أن استرجع حبك ..

وحنانك ..

ودفنك..

ولكن الوقت كان قد فات تماما كما يقولون ..

فلسبب ما , لم يعد باستطاعتك العودة..

أو المسامحة ..

أو الغفران ..
لقد أصبحت رافضة لحبى تماما..
ولكل ما يرتبط به ..

واليوم ,أعلنت رغبتك فى فصم كل علاقة ربطتنا معا ..

وأعدت لى المفتاح ..
نفس ما يحدث , فى المجتمع الذى نشأت منه..
وصدقينى يا حبيبتى , فعلى الرغم من حزنى الشديد لما حدث ,الا اننى لن أٌقاوم ..

لن أقاتل لاستعادتك قط..
بل سأستسلم تماما لرغبتك , كما يفعل أى أنسان متحضر, فى كل بيئة محترمة ..
انها مشاعرك , وسأحترمها تماما ..

فقط لى رجاء واحد..

لا تعيدى المفتاح ..

احتفظى به دائما ..

اعتبريه ذكرى لحظات حبنا الجميلة ..

الطويلة ..

العطرة ..

احتفظى به يا حبيبتى , ولو فى ركن مظلم , من أعمق أعمق خزانتك ..

المهم أن يبقى معك ..

هذا لأنه ليس مجرد مفتاح شقة أنيقة ..

انه مفتاح قلب ..
قلبى أنا ..

وهو لك..

وستظل لك..

ولك وحدك ..

الى الابد..
__________________________________________________
shemo
ما اعجبنى أثناء قراءاتى .



2 التعليقات:

Unknown يقول...

يسعدني نشركم للبوست
وأشكركم على اهتمامكم ومتابعتكم
ولكن انوه أنه منقول من صفحة د/ نهلة عبد العزيز
وليس من انتاج قلمي فأرجو التنويه على ذلك

ويبقى التواصل

حسن حنفى يقول...

رائعه تلك القصه :)
احزنني كثيرا انه لم يحارب من اجل استردادها مره اخري :)
غير ذلك فقط اثارت اعجابي :)
تحياتي ;)


حقوق النشر محفوظه لمدونه™ shababik